سورة القصص - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{ولما توجَّه} قصد بوجهه {تلقاء مدين} نحوها {قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} قصد الطَّريق، وذلك أنَّه لم يكن يعرف الطَّريق.
{ولما ورد ماء مدين} وهو بئرٌ لهم {وجد عليه أمة} جماعةً {من الناس يسقون} مواشيهم {ووجد من دُونِهمُ امرأتين تذودان} تحسبان غنمهما عن الماء حتى يصدر مواشي النَّاس {قال} موسى لهما: {ما خطبكما}؟ ما شأنكما لا تسقيان مع النَّاس؟ {قالتا لا نسقي} مواشينا {حتى يصدر الرعاء} عن الماء، لأنا لا نطيق أن نستقي وأن نُزاحم الرِّجال، فإذا صدروا سقينا من فضل مواشيهم {وأبونا شيخ كبير} لا يمكنه أن يرد وأن يستقي.
{فسقى لهما} أغنامهما من بئرٍ أخرى رفع عنها حجراً كان لا يرفعه إلاَّ عشرة أنفس {ثمَّ تولى إلى الظلّ} أَيْ: إلى ظلِّ شجرةٍ {فقال ربِّ إني لما أنزلت إليَّ من خير} طعامٍ {فقير} محتاجٌ، وكان قد جاع فسأل الله تعالى ما يأكل، فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بما فعل موسى، فقال لإحداهما: اذهبي فادعيه، فذلك قوله: {فجاءته إحداهما} أخذت {تمشي على استحياء} مُستترةً بكُمِّ درعها {قالت إنَّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقصَّ عليه القصص} أخبره بأمره والسَّبب الذي أخرجه من أرضه {قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} يعني: من فرعون وقومه؛ فإنَّه لا سلطان له بأرضنا.


{قالت إحداهما يا أبت استأجره} ليرعى أغنامنا {إنَّ خير من استأجرت القويُّ الأمين} وإنَّما قالت ذلك لأنَّها عرفت قوَّته برفع الحجر من رأس البئر، وأمانته بأنَّ موسى قال لها لمَّا دعته إلى أبيها: امشي خلفي، فإنَّا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النِّساء.
{قال} عند ذلك الشِّيخ لموسى: {إني أريد أن أنكحك} أزوِّجك {إحدى ابنتيَّ هاتين على أن تأجرني} تكون أجيراً لي {ثماني حجج} سنين {فإن أتممت عشراً فمن عندك} وليس بواجبٍ عليك {وما أريد أن أشقَّ عليك} بأن اشترط العشر {ستجدني إن شاء الله من الصالحين} الوافين بالعهد.
{قال} موسى: {ذلك} الذي وصفت {بيني وبينك} أَيْ: لك ما شرطتَ عليَّ ولي ما شرطتُ من تزويج إحداهما. {أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليَّ} لا ظلم عليَّ بأن أُطالب بأكثر منه {والله على ما نقول وكيل} والله شاهدنا على ما عقدنا.


{فلما قضى موسى الأجل} مفسَّر فيما مضى إلى قوله: {أو جذوة من النار} قطعةٍ وشعلةٍ من النَّار.
{فلما أتاها نودي من شاطئ} جانب {الوادي الأيمن} من يمين موسى {في البقعة} في القطعة من الأرض {المباركة} بتكليم الله سبحانه فيها موسى عليه السَّلام، وإتيانه النُّبوَّة {من الشجرة} من جانب الشَّجرة {أن يا موسى إني أنا الله ربُّ العالمين} والباقي مفسَّرٌ فيما سبق.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6